Selasa, 06 September 2016

دولة الدكتور محمد ناصر




 الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية لعام ١٤٠٠هـ/١٩٨٠م 



وُلِد الدكتور محمد بن ناصر إدريس دانوسيتارو سنة ١٣٢٦هـ/١٩٠٨م في بلدة الان بانجانج في جزيرة سومطرة الغربية، وكان والده من كبار العلماء في أندونيسيا مما ساهم في تنشئته تنشئة دينية صالحة، وتخرَّج من معهد برساتوان إسلام في باندونج، ونال دبلوم التعليم سنة ١٣٥١هـ/١٩٣٢م. كما نال درجة الدكتوراه الفخرية في الجامعة الإسلامية في جوك جاكرتا.
وقد عمل فترة بالتدريس وأصبح مديراً لإدارة التربية في باندونج التي شهدت بداية عمله السياسي الإسلامي، وأصبح سنة ١٣٤١هـ/١٩٢٢م رئيساً لفرع منظمة الشباب المسلم في باندونج، ثم انتقل منها إلى جاكرتا للكفاح من أجل الاستقلال. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، شارك في المفاوضات التي أدت إلى استقلال بلاده. وأصبح بعد الاستقلال عضواً في مجلس النواب. ثم عُيِّن وزيراً للإعلام في سنة ١٣٦٥هـ/١٩٤٦م واحتفظ بذلك المنصب لمدّة أربع سنوات.
أنشأ الدكتور محمد ناصر حزب ماشومي، وهو اختصار لـمجلس شورى مسلمي إندونيسيا، وذلك من أجل توحيد المسلمين في بلاده. وفي سنة ١٣٦٩هـ/١٩٥٠م أصبح رئيساً للوزراء، ولكنه اضطر إلى الاستقالة بعد حوالي سبعة أشهر نتيجة صدامه مع الرئيس سوكارنو. وكان من المعارضين النشطين للرئيس سوكارنو الذي أصر على أن يكون حزبه (الحزب الوطني) هو الحزب الوحيد، وأن تقوم الدولة على مبادئ علمانية يتم تدريسها في المدارس، وتجبر المؤسسات الإسلامية على قبولها. وسُجن الدكتور ناصر لمدّة أربع سنوات في عهد سوكارنو، ثم أصبح؛ بعد الإطاحة بذلك الرئيس، نائباً لرئيس مؤتمر العالم الإسلامي لفترة من الزمن.
كان الدكتور محمد ناصر علماً من أعلام الإسلام المعاصرين، ومجاهداً من مجاهديه، وفارساً من فرسان الدعوة إليه، وقد خاض معارك ضارية ضد خصوم الإسلام في بلاده وحمل السلاح في وجههم. وكان حريصاً على تقوية الأواصر بين مسلمي أندونيسيا وبقية المسلمين في العالم، فزار كثيراً من الدول الإسلاميّة، وكان عضواً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، والمجلس الأعلى للمساجد، ورئيساً عاماً للمجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسـلامية. وقد بذل جهوداً عظيمة في مجال الدعوة إلى الإسلام، وحلِّ قضايا المسلمين، وتحقيق التضامن بينهم، وفي محاربة التيارات الهدامة والإلحادية. وقد نشر له ما يزيد على خمسين كتاباً بلغات مختلفة، وأغلب كتاباته صغيرة الحجم تعالج موضوعات إسلامية متنوعة، ومنها: مع الإسلام ونحو إندونيسيا المستقلة، وتحـت ظلال الرسالة، وفقه الدعوة، والإسلام والنصرانية في إندونيسيا، والإسلام أساساً للدولة، والحضارة الإسلامية، والثقافة الإسلامية، وقضية فلسطين.
مُنِح الدكتور محمد ناصر الجائزة تقديراً لأعماله الجليلة في خدمة الإسلام والمسلمين المتمثلة فيما يأتي:
1.    أعماله في مجال الدعوة وقيامه بتأسيس المجلس الأعلى للدعوة الاسلامية.
2.    جهوده من أجل حل قضايا المسلمين وتحقيق التضامن بينهم.
3.    محاربته للإستعمار في بلاده إندونيسيا وجهاده حتى تحقيق الإستقلال لها.
4.    عمله الجاد في مقاومة التيارات الهدامة الإلحادية والتنصيرية.
5.    إشرافه على كثير من المنظمات في بلده من أجل إعداد الشباب الإندونيسيين إعداداً إسلامياً. تنطق بذلك مؤلفاته ودراساته والصحف والمجلات التي كان يشرف على إصدارها.
تُوفِّي دولة الدكتور محمد ناصر، رحمه الله، سنة ١٤١٣هـ/ ١٩٩٣م 

    kfip.org

Tidak ada komentar:

Posting Komentar